كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

فإذا أتى الزائر المدينة المنورة قاصداً المسجد النبوي الشريف، وأراد أن ينتهز هذه الفرصة للاطلاع والتعرف على المساجد الأثرية فقد أفتى بعض العلماء بجواز ذلك بشرط أن لا يعتبر ذلك جزءاً من الحج والزيارة وأن لا يقوم بتمسح جدران هذه المساجد وتقبيلها وأن لا يربط الخيوط والخرق على أبوابها. وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين عضو الإفتاء بالمملكة العربية السعودية: " ما حكم زيارة المساجد كمسجد الغمامة ومسجد القبلتين بقصد الاطلاع فقط؟ " (فأجاب) " لا مانع من ذلك، فإن هذه المساجد في الظاهر قديمة ولها ذكر في كتب التاريخ، فلا أرى مانعاً لمن قصدها بدون شد رحل بل من داخل المدينة المنورة ولم يكن قصده التبرك بها ولا التمسح بحيطانها ولا اعتقاد مضاعفة الصلاة فيها لميزة خاصة وإنما لأنها أثرية قديمة، وفيها أثر العمارة القديمة .... (1)
عمارة المساجد الأثرية عبر التاريخ:
إن بعض هذه المساجد كانت مبنية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومنها مساجد بناها النبي صلى الله عليه وسلم وصلى فيها ومنها مساجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في موضعها واتخذها الصحابة رضي الله عنهم مساجد، ومنها مساجد بناها الصحابة وكانوا يصلون فيها فجاء إليهم النبي صلى الله عليه وسلم وصلى في مسجدهم، ومنها مساجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه في موضعها لكن لم يبن عليه مسجد إلى أن جاء عمر بن عبد العزيز فقام ببناء المساجد في الأماكن التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وجدد الأخرى وذلك أثناء ولايته على المدينة المنورة سنة 87 - 93 هـ ويتضح ذلك من خلال المعلومات التي تذكر عن هذه المساجد في الصفحات التالية.
__________
(1) جريدة " المسلمون " العدد (650)
14 / ربيع الأول 1418 هـ ص 4
بعنوان: زيارة مساجد المدينة

الصفحة 12