كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

الأول الهجري وليس كما يظن البعض أن الأتراك العثمانيين استحدثوها.
وهكذا ظلت مآذن تلك المساجد على مر العصور ترتفع إلى السماء لتشع نور الإسلام حتى جاء العهد السعودي الزاهر الذي حظيت فيه المساجد اهتمام الدولة ابتداء من عهد المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود - حفظة الله - الذي أصدر توجيهات لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بضرورة الاهتمام والعناية بالمساجد عامة والأثرية خاصة والقيام على كل شؤونها بما يتناسب مع مكانتها التاريخية حيث إن ذلك له أطيب الأثر في نفوس الأمة الإسلامية وتذكرهم بماضيهم المجيد وحاضرهم المشرف، وتتناول هذه العناية في إعمارها وصيانتها وإنارتها وتكييفها.
ومن هذا المنطلق جرى هدم البناء القديم وإنشاء البناء الجديد لكل من مسجد قباء ومسجد القبلتين ومسجد الميقات ومسجد علي رضي الله عنه ومسجد المستراح ومسجد الجمعة، كما جرى ترميم مسجد الغمامة ومسجد أبي بكر الصديق ومسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بالمناخة ومسجد الفتح وغيرها وهي من المساجد الأثرية بالمدينة المنورة على صاحبها أطيب التحيات وأزكى التسليمات.
فتبين من ذلك أن بعض هذه المساجد كانت مبنية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وجددها عمر بن عبد العزيز أثناء إمارته على المدينة ما بين (87 - 93هـ) كما قام ببناء مسجد في كل موضع ثبت لديه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه، واستمر المسلمون على مر التاريخ يهتمون بهذه المساجد عمارة وتجديداً وترميماً وتوسعة، فالتسلسل المعماري يساعدنا في معرفة مواقع هذه المساجد.

الصفحة 14