مسجد الفسح، إلا إذا رجعنا إلى الأقوال الواردة في تفسير هذه الأية نلاحظ أن للآية علاقة بالقتال. والله أعلم. وفيما يلي أهم ما ورد في ذلك:
قال الطبري: اختلف أهل التأويل في المجلس الذي أمر الله المؤمنين بالتفسح فيه، قال بعضهم: ذلك كان مجلس النبي صلى الله عليه وسلم خاصة. وقال الضحاك: كان هذا النبي صلى الله عليه وسلمومن حوله خاصة. يقول: استوسعوا حتى يصيب كل رجل منكم مجلساً من النبي صلى الله عليه وسلم وهي أيضاً مقاعد للقتال.
وقال آخرون: بل عني بذلك مجالس القتال إذا اصطفوا للحرب كما قال ابن عباس: ذلك في مجلس القتال. والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى أمر المسلمين أن يتفسحوا في المجلس ولم يخصص بذلك مجلس النبي صلى الله عليه وسلم دون مجلس القتال وكلا الموضعين يقال له: مجلس، فذلك على جميع المجالس من مجالس رسول صلى الله عليه وسلم ومجالس القتال. {وإذا قيل انشزا فانشزوا ... } يقول تعالى ذكره: وإذا قيل ارتفعوا وإنما يراد بذلك وإذا قيل لكم قوموا إلى قتال العدو أو صلاة أو عمل خير أو تقوموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقوموا.
وقال مجاهد: أي فانشزوا إلى كل خير: قتال العدو أو أمر بالمعروف أو حق ما كان. وقال الحسن: هذا كله في الغزو (1).
تنويه مهم:
ورد في كتاب الوفاء الوفاء أن هذا المسجد يسمى مسجد القبيح (2). ولا يصلح هذا الاسم لمسجد. ولذا قال إبراهيم العياشي
__________
(1) تفسير الطبري (14/ 17، 18).
(2) وفاء الوفا (3/ 848).