تعليقاً على ذلك: ((أعوذ بالله أن يطلق اسم القبيح على بيت من بيوت الله)) (1)
فما دمنا نتحدث عن أسماء هذا المسجد يجدر بنا أن نزيح الستار عن وجه الحقيقة إذ يستبعد من السمهودي أن يذكر مسجداً أثرياً بهذا الاسم ولا يعلق عليه، فقد ظهر لي بعد البحث والدراسة أن كلمة القبيح تصحيف من كلمة الفسيح ويدل على ذلك ما يلي:-
(أ) ورد في النسخة المخطوطة لوفاء الوفا: ويقال: ((إنه يسمى مسجد الفسيح، قلت: وهو مشهور بذلك اليوم)) (2) ثم تغير كلمة الفسيح إلى القبيح أثناء طباعة الكتاب. فهذا خطأ مطبعي في كتاب وفاء الوفا المطبوع في مطبعة الآداب والمؤيد بمصر سنة 1326 هـ (3). ثم تكرر الخطأ في النسخة الصادرة من دار الكتب العلمية بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد سنة 1374 هـ واستمر الخطأ في الطبعات الأربع التي صدرت إلى سنة 1404 هـ (4).
(ب) من المعلوم أن السمهودي لخص كتابه ((وفاء الوفا)) وسماه ((خلاصة الوفاء)) وفي نسخته المخطوطة (5) والمطبوعة (6) أفاد أن هذا المسجد يسمى مسجد الفسيح. مما يؤكد أن السمهودي لم يطلق اسم القبيح على هذا المسجد وإنما هو تصحيف وخطأ مطبعي في كتاب ((وفاء الوفا)).
__________
(1) المدينة بين الماضي والحاضر ص 523.
(2) وفاء الوفا (2/ 39) مخطوط في مكتبة الحرم النبوي الشريف برقم 38/ 956.
(3) وفاء الوفا (2/ 52).
(4) وفاء الوفا (3/ 848)
(5) خلاصة الوفا ص 212 مخطوط بمكتبة الحرم النبوي الشريف برقم 20/ 956.
(6) خلاصة الوفا ص 277. دار إحياء الكتاب العربية القاهرة ص 367 هـ