كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

موقعه:
يقع هذا المسجد في الجهة الشمالية من المسجد الكبير الذي بجانب مقبرة الشهداء، وهو مسجد صغير لاصق بجبل أحد على يمين الذاهب إلى الشعب الذي فيه المهراس (1) تحت الغار الذي يظن بعض الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل فيه.
قال المطري (المتوفي 741 هـ) محدداً موقع هذا المسجد: وفي جهة القبلة من هذا المسجد موضع منقور في الجبل على قدر رأس الإنسان، يقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على الصخرة التي تحتها وكذلك شكالي المسجد غار في الجبل، يقول عوام الناس: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخله، ولا يصح ذلك، وكل هذا لم يرد به نقل يعتمد عليه (2).
وفي القرن الحادي عشر كرر أحمد العباسي كلام المطري وروى عن عبد المطلب بن عبدالله أن النبي لم يدخل الغار الذي في الجبل (3).
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضع المسجد:
تفيد الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في موضع هذا المسجد كما روى ابن شبة عن رافع بن خديج (4) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد
__________
(1) قال الفيروز آبادي: المهراس بكسر أوله وسكون ثانيه وآخره سين مهملة: ماء بجيل أحد، وقد شاهدنا أحداً والمهراس، والمهراس شبه حوض كبير في وسط الوادي على يسار الصاعد، إلى أحد وهو نقرة في الجبل، طولها نحو أربعة عشر ذراعاً في عرض سبعة أذرع (المغانم المطابة ص 397). وقال الأنصاري: قد يكون هذا الاسم العام خصص لهذا المهراس الذي هو بأحد وصار علماً له بالغلبة كالمدينة (آثار المدينة المنورة ص 183).
(2) التعريف بما آنست الهجرة ص 42.
(3) عمدة الأخبار ص 185.
(4) هو رافع بن خديج من الأوس، صحابي من الأنصار شهد أحداً والخندق، استصغره النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر وأجازه يوم أحد، توفي بالمدينة سنة 73 أو 74 هـ وهو ابن ستة وثمانين سنة. =

الصفحة 154