كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

النضير أخاها المسلم ليبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بما أرادوا من الغدر. فأقبل سريعاً وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم الخبر قبل أن يصل إِليهم فرجع (1).
(ج) خرج النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه إِلى بني النضير يستعين بهم في دية قتيلين من بني عامر، وكان بين بني النضير وبني عامر عقد وحلف، فقالوا نعينك عليه، ثم خلا بعضهم لبعض فقالوا: إِنكم لن تجدوه على مثل هذه الحال فمن رجل يعلو هذا البيت فيلقى عليه صخرة ليريحنا منه، فصعد عمرو بن جحاش بن كعب إِلى السطح فجاءه الخبر من السماء فخرج مسرعاً (2).
فأرس النبي صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة ليبلّغم عنه ((اخرجوا من بلدي فلا تساكنوني بها وقد هممتم بما هممتم من الغدر وقد أجّلتكم عشرا فمن رُئي بعد ذلك ضرب عنقه)). فبدؤوا يتجهزون للخروج. فقال لهم عبدالله بن أبيّ المنافق: ((لا تخرجوا من دياركم وأقيموا في حصونكم فإِن معي ألفين من العرب)). فطمعوا في البقاء وأبوا من الخروج. فحاصرهم في السنة الرابعة من الهجرة وقال لهم: إِنكم لا تأمنون عندي إِلا بعهد تعاهد تعاهدونني عليه فأبوا وهم ينتظرون جيش المنافقين ولما يئسوا منهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمح لهم بالخروج من المدينة فسمح لهم بذلك وأن يأخذوا معهم ما يحمل الإِبل إِلا السلاح فذهب بعضهم إِلى الشام وبعضهم إِلى خيبر وفيهم من الزعماء حيي بن أخطب، وسلام بن أبي التحقيق وكنانة بن أبي الربيع وغيرهم (3).
وقد نزل في ذلك سورة الحشر كما روى البخاري عن عبدالله
__________
(1) فتح الباري (7/ 331).
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 57) فتح الباري (7/ 331).
(3) انظر سنن أبي داود، كتاب الخراج، باب في خبر بني النضير (3004:14) تاريخ المدينة المنورة لابن شبه (1/ 69).

الصفحة 161