الشمس عليه أول شروقها (1).
(ج) - ويقال له: مسجد بني النضير (2) لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضعه أثناء غزوة بني النضر.
تنويه مهم:
إِن قصة إِهراق (3) الخمر كان قبل بناء المسجد في هذا الموضع ويدل على ذلك ما روي عن جابر بن عبدالله (4) رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حاصر بني النضير قرب ضرب قبته في موضع مسجد الفضيخ وأقام بها ستاً، وقال: جاء تحريم الخمر وأبو أيوب في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعه معهم راوية خمر من فضيخ فأمر أبو أيوب رضي الله عنه بالمزادة (5) ففتحت فسال الفضيخ فيه فسمي مسجد الفضيخ (6).
روى أحمد في مسنده عن أنس (7) قال: ((كنت قائماً على الحي أسقيهم من فضيخ تمر، فجاء رجل وقال: إِن الخمر قد
__________
(1) آثار المدينة المنورة ص 142.
(2) المدينة بين الماضي والحاضر ص 30.
(3) هراق الماء يهريقه هراقة بالكسر صبه، وأصله أراق يريق إِراقه، وفيه لغة أخرى: أهرق الماء يهرقه إِهراقاً. مختار الصحاح هـ ر ق.
(4) هو جابر بن عبدالله بن عمرو الأنصاري السلمي أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم، له ولأبيه صحبة وكان مع من شهد العقبة شهد تسع عشرة غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له حلقة علم في المسجد النبوي الشريف، توفي بعد سنة سبعين وهو ابن أربع وتسعين سنة.
(5) المزادة بالفتح الرواية والجمع مزاد ومزايد. مختار الصحاح ز ي د.
(6) التعريف بما آنست الهجرة ص 45.
(7) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم ابن عدي بن النجار الأنصاري، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم أكثر ما له وولده وأدخله الجنة، توفي سنة 93هـ على الراجح، وهو آخر من بقي بالبصرة من اصحابة، وقد تجاوز عمره مائة سنة. تهذيب التهذيب (1/ 376 - 379)، أسد الغابة (1/ 151).