مسجد بني النضير: إِنه يقع في رحبة كبيرة منها، أول امتداد مذينب (1)
إِلى مجرى وادي بطحان. وفي غربي هذه الرحبة نخيل لأخينا حلّيت بن عبدالله بن مسلم وفي شرقها النعيري وما إِليه، والمسجد قائم العين بمقدار القامة إِلا أنه لا يصلى فيه وهو على ربوة تتوسط الرحبة وحوله أرض من الجصة الخضراء يقال لها: دم الكفار كما يزعم العامة هناك، ويبعد مكانه عن المسجد النبوي بنحو ثلاثة كيلو مترات مع مجرى وادي بطحان (2).
تنويه مهم:
تبين مما سبق أن المؤرخين اتفقوا على تسمية مسجد الفضيخ بمسجد الشمس، ولم يقع بينهم خلاف في ذلك كما ظن الخياري رحمه الله وقال: اختلف المؤرخون في هذا المسجد (مسجد الشمس) وقالوا: إِن هذا الاسم يطلق على مسجد الفضيخ وليس هو اسم مسجد منفرد ولكن ثبت لي من بعض أهل تلك المحلة الذين يعرفونها تمام المعرفة أن مسجد الشمس منفرد عن مسجد الفضيخ (3).
أقول: ولعل فكرة الاختلاف هذه ناتجة من اختلاف بعض المتأخرين في تعيين مسجد الفضيخ ومسجد بني قريظة. وستأتي الدراسة عن ذلك بعد الحديث عن مسجد بني قريظة. وبذلك يزول الإِشكال إِن شاء الله تعالى.
***
__________
(1) وادي مذينب: شعبة تسيل من بطحان. وصدور مذينب وبطحان يأتيان على سبعة أميال من المدينة، ومصبها في زغابة حيث تلتقي السيول عند أرض سعد بن أبي وقاص. المغانم المطابة 245.
(2) المدينة بين الماضي والحاضر ص 30.
(3) تاريخ معالم المدينة المنورة ص 125.