كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

غزوة بني قريظة:
إِن بني قريظة (1) كانوا على عهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، لكنهم نقضوا العهد وغدروا أثناء الأحزاب (الخندق) فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الخندق وفيما يلي بعض التفصيل عن هذه الغزوة.
جاء حيي بن أخطب - زعيم بني النضير - إِلى كعب بن أسد - زعيم بني قريظة - ليلا، فأغلق حصن الباب دونه قائلا: ويحك يا حيي إِنك امرؤ مشؤوم. لكنه أصّر على الدخول ففتح له الباب فدخل وقال: ويحك يا كعب، جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال من رومة، وبغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم إِلى جانب أحد، وقد عاهدوني على أن لا يبرحوا حتى تستأصل محمدا ومن معه. فقال كعب: ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه فإِني لم أر من محمد إِلا صدقاً ووفاء. فلم يزل به حيي حتى رضي كعب على أن أعطاه عهدا من الله وميثاقاً لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك. كما طلب منه كعب أن يأخذ لهم رهائن من قريش وغطفان تكون عندهم لئلا ينالهم فيهم إِن رجعوا ولم يناجزوا محمداً وأن يكون الرهائن تسعين رجلا من أشرافهم.
فوافق لهم حيي على ذلك. وعند ذلك نقضوا العهد ومزقوا الصحيفة وبرثو مما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك أثناء غزوة الأحزاب أرسل إِليهم سعد بن
__________
(1) بنو قريظة: حي من اليهود. لما نزلت اليهود أرض يثرب نزلت قريظة بالعالية على وادي مذينب ووادي مهزور ويوجد جبل صغير شرقي العوالي يسمى قريظة وكان به منازلهم، ولما جاء النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عمل معهم الميثاق لكنهم لم يلتزموا به بل استمروا في المكر والخداع فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. معجم قبائل الحجاز ص 422.

الصفحة 169