كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

وغدرهم وخيانتهم أثناء غزوة الخندق. وكانت هذه الغزوة في السنة الخامسة من الهجرة (1)
وقد ورد ذكر هذه الغزوة في قوله تعالى: {وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً. وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضاً لم تطئوها وكان الله على كل شيء قديراً} (2).
قال القرطبي: الذين عاونوا الأحزاب قريشاً وغطفان هم بنو قريظة (3).
وفيما يلي بعض التفصيل عن هذه الغزوة:
عن عائشة رضي الله عنها ... ويرمي سعداً رجل من المشركين من قريش يقال له: ابن العرقة بسهم له، فقال له: خذها وأنا ابن العرقة، فأصحاب أكحله (4). فقطعه، فدعا الله سعد فقال: اللهم لا تمتني حتى تٌقّر عيني من بني قريظة فيخرجوا من صياصيهم. (5) ورجع سول الله صلى الله عليه وسلم إِلى المدنية وأمر بقبة من أدم فضربت على سعد في المسجد، قالت: فجاء جبريل عليه السلام وإن على ثناياه لبقع الغبار، فقال: لقد وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح. اخرج إِلى بني قريظة فقاتلهم، فلبس رسو الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا،
__________
(1) صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 71)، مسند أحمد (6/ 141)، السيروة النبوية لابن هشام (3/ 705).
(2) سورة الأحزاب رقم الآية: 26 - 27.
(3) تفسير القرطبي (14/ 161).
(4) الأكحل عرق اليد أو هو عرق الحياة، ولا تقل عرق الأكحل. القاموس المحيط: ك ح ل.
(5) الصياصي: الحصون. مختار الصحاح: ص ي ص.

الصفحة 171