ولعل هذا التساهل ناتج من تساهل جل المعاصرين في تعيين مسجد الفضيخ، وفيما يلي دراسة موجزة عن ذلك في ضوء أقوال المؤرخين:
دراسة في تعيين مسجد الفضيخ ومسجد بني قريظة:
اتفق المتقدمون في تعيين كل من مسجد الفضيخ ومسجد بني قريظة حيث إِن مسجد الفضيخ صغير يقع شرقي قباء، ومسجد بني قريظة كبير يقع شرقي مسجد الفضيخ قرب حديقة حاجزة. واختلف الكتاب المعاصرون في ذلك حيث أطلق بعضهم اسم مسجد الفضيخ على مسجد بني قريظة (3)، ولا أدري أن اللوحة التي تحمل اسم مسجد الفضيخ علقت على هذا المسجد بناءً على رأي هؤلاء الكتاب أم أنهم رأوا هذا الرأي بناء على هذه اللوحة.
وفي السطور التالية نحاول تعيين مسجد الفضيخ ومسجد بني قريظة وموقع كل منهما في ضوء عبارات المتقدمين والمعاصرين والدراسة الميدانية، حيث نلاحظ ضمن عباراتهم الواردة عن هذين المسجدين أنهم اتفقوا على النقاط التالية مع ملاحظة أننا أثناء هذا العرض نعبر عن مسجد الفضيخ (الحقيقي) بمسجد رقم (1) وعن مسجد بني قريظة (الحقيقي والمعروف حالياً بمسجد الفضيخ) بمسجد رقم (2). وفيما يلي تحقيق ذلك:
أولا: اتفق المتقدمون على أن مسجد الفضيخ يقع شرقي مسجد قباء ويقع مسجد بني قريظة شرقي مسجد الفضيخ بعيداً عنه.
فتبين: أن مسجد الفضيخ يقع بين مسجد قباء ومسجد بني قريظة، وهذا دليل على أن المسجد رقم (1) الواقع شرقي قباء قريباً منه
__________
(1) انظر آثار المدينة المنورة ص 141، تاريخ معالم المدينة المنورة قديما وحديثاً ص 123، كتاب الدر الثمين للشنقيطي ص 140.