كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

ومن جهة أخرى: اتفقوا على أن مسجد بني قريظة كبير مربع وطوله نحو من خمسة وأربعين ذراعاً وعرضه كذلك. صرح بذلك ابن النجار (المتوفى 643هـ) والمطري (المتوفى 741هـ) والفيروز آبادي (المتوفى 817هـ) والسمهودي (المتوفى 911هـ) وأحمد العباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري) وإِبراهيم عباس الصديقي (المتوفى 1300هـ).
وبهذا ظهرت مساحة مسجد الفضيح وأنه صغير وهذا الوصف ينبطق على المسجد رقم (1)، كما ظهرت مساحة مسجد بني قريظة وأنه كبير، وهذا الوصف ينطبق على المسجد رقم (2).
ويؤكد ذلك: أنني ذرعت هذا المسجد في 14هـ ربيع الأول سنة 1418هـ فإِذا هو مربع ومبني الآن بنفس الطول والعرض الذي ذكره المطري ومن بعده أي نحو خمسة وأربعين ذراعاً طولا وعرضاً أي ما يقارب (22م) في (22م).
رابعاً: اتفق المطري والسمهودي والعباسي وأبو سالم العياشي والفيروز آبادي وإِبراهيم عباس الصديقي على أن مسجد بني قريظة يقع على باب حديقة تعرف بحاجزة وليس في ذلك خلاف بين المؤرخين الكاتبين عن آثار المدينة المنورة.
وهذا الوصف ينطبق على المسجد رقم (2) حيث إِن حاجزة معروفة إِلى الآن بجوار هذا المسجد عند سكان هذه المنطقة. فثبت أن المسجد رقم (2) هو مسجد بني قريظة. وقد صرح بذلك إِبراهيم العياشي من المتأخرين بعد أن أورد صورة هذا المسجد وقال: هذا مسجد بني قريظة في الجنوب الشرقي من المدينة وهو على باب الحديقة حاجزة.

الصفحة 181