ويؤكد ذلك ما ورد أن منازل بني النضير كانت على وادي مذينب وهم أول من احتفر به (1).
وقال الشيخ محمد الطيب الأنصاري (المتوفى 1363هـ): إِن مسجد الفضيخ موجود ضمن المربعات الخربة على شفير الوادي (2).
وهذا الوصف ينطبق على المسجد رقم (1) ولا ينطبق على المسجد رقم (2) حيث يقع بعيداً عن وادي مذينب وليس على شفير الوادي.
فثبت أن مسجد الفضيخ هو المسجد الواقع على شفير الادي.
سادساً: اتفق المؤرخون على أن مسجد الفضيخ يقع شرقي مسجد قباء قريباً منه. كما اتفقوا على أن مسجد بني قريظة يقع شرقي مسجد الفضيخ بعيداً عنه. ومعلوم أن وصف القرب ينطبق على المسجد رقم (1)، ووصف البعد ينطبق على المسجد رقم (2). ويؤكد ذلك أن محمد كبريت الحسيني (المتوفى 1070هـ) حدد المسافة التي بين مسجد قباء ومسجد الفضيخ فقال: وأما مسجد الشمس ويعرف اليوم بمسجد الفضيخ على نصف ميل من مسجد قبا من الجهة الشرقية (3).
وقال محمد أ محزون - وهو من المتأخرين -: ويبعد مسجد الفضيخ عن مسجد قباء بنحو سبعمائة متر (4).
وهذا الوصف ينطبق تماماً على المسجد رقم (1) فهو مسجد الفضيخ أما المسجد رقم (2) فيبعد عن مسجد قباء أكثر بكثير من نصف ميل فلا ينطبق عليه ذلك. فلا يصح أن يسمى بمسجد الفضيخ، وإِنما هو مسجد بني قريظة. والله أعلم.
__________
(1) آثار المدينة المنورة ص 234.
(2) عمدة الأخبار (هامش) ص 170.
(3) الجواهر الثمينية في محاسن المدينة ص 222.
(4) المدينة المنورة في رحلة العياشي (هامش) ص 111.