كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر فبينما هو قائم يصلي الظهر بالمدينة وقد صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إِلى الكعبة فقال السفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها)) (1)
3 - وروى ابن النجار عن عثمان بن محمد (2) قال: ((زار رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني سلمة يقال لها: أم بشير (3) في بني سلمة فصنعت له طعاماً فجاء الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مسجد القبلتين الظهر فلما صلى ركعتين أمر أن يتوجه إِلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسمي ذلك المسجد مسجد القبلتين. وكانت يومئذ أربع ركعت منها ثنتان إِلى بيت المقدس وثنتان إِلى الكعبة)) (4).
وذكر ابن سعد ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاماً وحانت الظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ركعتين ثم أمر أن يوجه إِلى الكعبة فاستدار إِلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمي المسجد مسجد القبلتين)) (5).
4 - وعن البراء ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده - أو قال: أخواله - من الأنصار وأنه صلى قَبلَ بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قَبِلَ
__________
(1) جامع البيان للطبري حديث رقم: 2155. قال أحمد شاكر: هذا الإِسناد عندنا صحيح (3/ 136).
(2) هو عثمان بن محمد الأخنس المدني روى عن كبار التابعين، ثقة صدوق، ذكره ابن حبان في الثقات. ميزان الاعتدال (3/ 52)، تهذيب التهذيب (7/ 152).
(3) هي أم بشر ابنة البراء بن معرور الأنصارية، قيل: إِن اسمها خليدة. وقيل: السلاف، رواية من روايات الحديث، روى عنها عبدالله بن كعب ومجاهد، وأفاد ابن حجر أن أم بشر وأم بشير واحدة. الإِصابة (4/ 418) أعلام النساء لعمر رضا كحالة (1/ 133).
(4) أخبار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لابن النجار ص 115.
(5) الطبقات الكبرى (1/ 242).

الصفحة 186