صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي الشريف متجهاً إِلى الكعبة هي العصر.
رابعاً: ويستفاد من الحديث الخامس أن عباد بن بشر صلى الظهر مع الني صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة ثم مر على بني حارثة وهم يصلون العصر فأخبرهم بتحويل القبلة فتوجهوا إِلى الكعبة.
خامساً: ويستفاد من الحديث السادس والسابع أن أهل قباء علموا بتحويل القبلة وهم يصلون الفجر فتوجهوا إِلى الكعبة أثناء الصلاة.
فتبين أن أمر التحويل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة أثناء صلاة الظهر، فتحول إِلى الكعبة، ولذا سمي هذا المسجد بمسجد القبلتين، ثم صلى العصر في مسجده صلى الله عليه وسلم متجهاً إِلى الكعبة الشريفة وهي ألو صلاة كاملة صلاها إِلى الكعبة بعد نزول أمر التحويل، ومن جهة أخرى خرج رجل ممن صلى صلى الظهر مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة ومر على بني حارثة وهم يصلون العصر فأخبرهم بالتحويل، فتوجهوا إِلى الكعبة، أما أهل قباء فبلغهم الخبر أثناء صلاة الفجر فتحولوا إِلى الكعبة.
فلا منافاة بين الأحاديث التي وردت في هذا الموضوع، وفيما يلي أقوال العلماء الذين نصوا على ذلك.
قال الحافظ ابن حجر: والتحقيق أن أول صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في بني سلمة لما مات بشر بن البراء بن معرور الظهر، وأول صلاة صلاها بالمسجد النبوي العصر، وأما الصبح فهو من حديث ابن عمر بأهل قباء (1).
__________
(1) فتح الباري (1/ 97).