وقال ابن العربي (1): وجه الجمع بين اختلاف الرواية في الصبح والعصر أن الأمر بلغ إِلى قوم في العصر وبلغ إِلى أهل قباء في الصبح (2).
وقال الحافظ ابن حجر: لا منافاة بين الخبرين لأن الخبر وصل وقت العصر إِلى من هو داخل المدينة، وهم بنو حارثة، وذلك في حديث البراء، والآتي إِليهم بذلك عباد بن بشر أو ابن نهيك، ووصل الخبر وقت الصبح إِلى من هو خارج المدينة، وهم بنو عمرو بن عوف أهل قباء، وذلك في حديث ابن عمر ولم يسمّ الآتي بذلك إِليهم ... (3).
ولقائل أن يقول: إِن كان مسجد تحول أصحابها أثناء الصلاة من بيت المقدس إِلى الكعبة المشرفة فهو ذو قبلتين لأن أصحابها صلوا إِلى القبلتين فلا معنى لتخصيص مسجد بني سلمة بهذه التسمية.
والجواب: أن أول مسجد صليت فيه صلاة واحدة إِلى القبلتين هو مسجد بني سلمة فقط، فهو أولى بهذه التسمية. وفيما يلي جانب من أقوال العلماء الذين رجحوا القول بأن أمر التحويل نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة أثناء صلاة الظهر.
أقوال العلماء:
1 - قال ابن النجار: والثابت عندنا أنها صرفت في الظهر في مسجد القبلتين (4).
__________
(1) هو محمد بن عبدالله بن محمد الإِشبيلي أبو بكر ابن العربي العلامة المفسر الحافظ القاضي صاحب المؤلفات الكثيرة، ولد في سنة 468هـ وتوفي سنة 543هـ ودفن بفاس. طبقات المفسرين للداودي رقم الترجمة 511.
(2) فتح الباري (1/ 503).
(3) المصدر السابق.
(4) أخبار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 115.