ذلك. فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل إليهم عبدالله بن رواحة خارصاً (1) بين المسلمين واليهود، وكان جبار بن صخر بن خنساء أخو بني سلمة يخرص عليهم بعد استشهاد عبدالله بن رواحة (سنة 8 للهجرة) حتى عدوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبدالله بن سهل أخي بني حارثة، فقتلوه فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه (2).
وصول خبر تحويل القبلة لنبي حارثة:
لما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بشأن تحويل القبلة - وهو يصلي الظهر في مسجد بني سلمة - صلى معه ناس من أصحابه، ثم خرج رجل منهم ومر على بني حارثة وهم يصلون العصر، فأخبرهم بتحويل القبلة فتحولوا وفيما يلي تفصيل ذلك:
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر- أو سبعة عشر - شهراً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله {قد نرى تقلب وجهك في السماء} فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس - وهم اليهود -: وما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قال لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط المستقيم. فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلى، فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس، فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة)) (3).
قال الحافظ ابن حجر: إن الخبر وصل وقت العصر إلى من هو داخل
__________
(1) الخرص حزر ما على النخل من الرطب تمراً، مختار الصحاح، خ ر ص.
(2) تاريخ الطبري (2/ 140).
(3) صحيح البخاري - كتاب الصلاة - باب التوجه نحو القبلة حيث كان (8: 399).