كان نقطة بداية الخندق (1) الذي تم حفره استعداداً لغزوة الأحزاب، ثم لما وجّه يزيد بن معاوية (2) جيشاً بقيادة مسلم بن عقبة (3) إلى المدينة المنورة دخلها من جهة منازل بني حارثة، مما يدل على أهمية هذا الموقع، وفيما يلي بعض الروايات التي تدل على ذلك:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم بني حارثة فقال: أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم، ثم التفت فقال: بل أنتم فيه)) (4).
قال الحافظ ابن حجر: كان بنو حارثة في الجاهلية وبنو عبد الأشهل في دار واحدة، ثم وقعت بينهم الحرب، فانهزمت بنو حارثة إلى خبير فسكنوها ثم اصطلحوا، فرجع بنو حارثة فلم ينزلوا في دار بني عبد الأشهل وسكنوا في دارهم هذه وهي غربي مشهد حمزة (5).
وعن عمرو بن عوف المزني ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خط الخندق من
__________
(1) كما قال إبراهيم العياشي: ويقع مسجد المستراح في شمال مسجد الشيخين وإلى حذوه من المغرب موقع عسكري بنته حكومة الأتراك وكأنها تشير إلى بداية خط الخندق. المدينة بين الماضي والحاضر ص 528.
(2) هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ولد سنة 25 هـ / 645 م بالماطرون ونشأ بدمشق ولي الخلافة بعد أبيه سنة 60 هـ. وفي سنة 63هـ خلع أهل المدينة ببعته، وكان فتح المغرب الأقصى وبخارى وخوارزم في عهده توفي سنة 64هـ / 683. الأعلام للزركلي (8/ 189)
(3) هو مسلم بن عقبة بن رباح المري أبو عقبة. قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وشهد صفين مع معاوية وولاه يزيد بن معاوية قيادة الجيش الذي أرسله إلى المدينة بعد أن أخرجو عامله فغزاها وحصلت وقعة الحرة وأخذ البيعة ليزيد وتوجه بالعسكر إلى مكة فمات في الطريق. الأعلام للزركلي (7/ 222).
(4) صحيح البخاري - كتاب فضائل المدينة - باب حرم المدينة (29: 1869).
(5) فتح الباري (4/ 85)