كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

أجمة الشيخين طرف بني حارثة عام حزب الأحزاب حتى بلغ المداحج فقطع لكل عشرة أربعين ذراعاً)) (1).
وأفاد السمهودي أن الجيش الذي وجهه يزيد بن معاوية بقيادة مسلم بن عقبة عسكر بالجرف ولم يجد مدخلاً للمدينة حيث تحصن أهل المدينة بإعادة حفر الخندق، ففتح بنو حارثة طريقاً، فدخل جيش مسلم بن عقبة من قبلهم فحدث ما حدث من وقعة الحرة (2) (3).
وقال السمهودي: إن بني حارثة تحولوا قبل الإسلام من دار بني عبد الأشهل إلى دراهم في سند الحرة التي بها الشيخان شامي بني عبد الأشهل (4).
وقال إبراهيم العياشي مبيناً مبدأ الخندق وبه يظهر موقع بني حارثة في هذه المنطقة: من هذه الثنية (الشيخين) من جهتها الغربية حيث تنتهي الحرة، بدأ خط الخندق طرف بني حارثة التي عند القلعة التي تتوسط طريق الشهداء حتى تنتهي إلى المذاد (5) من طرف بني سلمة (6).
وقال حمد الجاسر في تعليقه على كلام المجد: إن منازل بني
__________
(1) مجمع الزوائد (6/ 130).
(2) الحرة أرض ذات حجارة سود نخرة كأنها أحرقت بالنار، والجمع حرار بالكسر، وهي في بلاد العرب كثيرة: والمراد من وقعة الحرة المواجهة التي حدثت بين أهل المدينة وجيش مسلم ابن عقبة في عهد يزيد بن معاوية وأسفرت عدداً من القتلى. انظر معجم البلدان (2/ 145) مختار الصحاح: ح رر
(3) وفاء الوفا (1/ 130، 131).
(4) وفاء الوفا (3/ 865).
(5) المذاد بالفتح ثم ذال معجمة وآخره مهملة من ذاده إذا طرده، اسم أطم لنبي حرام من بني سلمة غربي مسجد الفتح، به سميت الناحية، وعنده مزرعة تسمى بالمذاد حيث حفر النبي صلى الله عليه وسلم الخندق. وفاء الوفا (4/ 1302)، المغانم المطابة ص 373.
(6) المدينة بين الماضي والحاضر ص 377

الصفحة 207