كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

(28) مسجد مشربة أم إبراهيم
قبل أن نتحدث عن هذا المسجد وموقعة وتاريخه يجدر بنا أن نوجز فيما يلي أهم النقاط التي لها علاقة بالموضوع: فما معنى المشربة؟ ومن هي أم إبراهيم؟ ولماذ أنزلها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموضع بالعوالي؟ وما سبب نزول صدر سورة التحريم؟ وكيف ملك النبي صلى الله عليه وسلم هذا البستان الذي تشرف بتردده، صلى الله عليه وسلم عليه بين حين وآخر؟ وقد اعتزل في مشربته شهراً حين آلى نساءه رضي الله عنهن. وولد له فيها إبراهيم رضي الله عنه.
أولاً: المشربة، قال الفيروز آبادي: المشربة بفتح الراء وضمها أرض لينة دائمة النبات، والغرفة، والعلِّية، والصُفَّة، والمشرعة (1).
وقال الهيتمي: المشربة الغرفة وهي من صدقاته صلى الله عليه وسلم وسمي بمشربة أم إبراهيم لأن مارية رضى الله عنها ولدت إبراهيم رضي الله عنه فيها. (2) وهكذا قال أحمد العباسي (3).
وقال الزين المراغي: المشربة البستان (4). وذلك بناء على أن البستان كان أرضاً لينة دائمة النبات، كما قال الفيروز آبادي، أو على سيل تسمية الكل بالجزء.
وقال السمهودي: المشربة كانت علِّيَّةً في ذلك البستان وهو الذي يناسب في سبب تسميتها بذلك (5). ويؤيده قول ابن النجار: إن هذا الموضع أكمة (6). والأكمة محركة التل من القف من حجارة واحدة أو هي.
__________
(1) القاموس المحيط ش ر ب.
(2) حاشية الهيتمي على الإيضاح ص 458.
(3) عمدة الأخبار ص 173.
(4) تحقيق النصرة ص 138.
(5) وفاء الوفا (3/ 825، 826).
(6) أخبار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ص 116.

الصفحة 209