دون الجبال أو الموضع يكون أشد ارتفاعاً مما حوله وهو غليظ لا يبلغ أن يكون حجراً (1)
فالمشربة الغربة أو البستان أو العلية وجميع هذه المعاني والأوصاف تنطبق على الموقع باعتبار أن منزل مارية القبطية رضي الله عنها كان غرفة ضمن البستان كما أن الموقع مازال مرتفعاً مما حوله بعد أن تهدم بناء المسجد الذي كان في وسط المقبرة وقد بني قديماً في موضع المشربة والله أعلم.
ثانياً: مارية القبطية (أم إبراهيم): أهدى المقوس القبطي جريح بن مينا - ملك الإسكندرية - مارية القبطية وأختها سيرين (2) إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليهما الإسلام فأسلمتا فوهب سيرين لحسان (3) بن ثابت، وأنزل مارية رضي الله عنها في المشربة بالعوالي، وكانت جميلة حسنة الدين، وكان صلى الله عليه وسلم يختلف إليها هناك، ويطؤها بملك اليمين، فولدت له إبراهيم، وبذلك عرفت بأم إبراهيم، وإليها تنسب مشربة أم إبراهيم توفيت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين ودفنت بالبقيع (4).
ثالثاً: سببب إنزال مارية رضي الله عنها في المشربة.
إن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل مارية في بعض بيوت حارثة بن النعمان
__________
(1) القاموس المحيط أ ك م.
(2) هي سيرين أخت مارية القبطية وهي أم عبد الرحمن بن حسان. المعارف ص 143.
(3) هو حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري الخرزجي شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام ستين سنة توفي سنة 50 هـ وهو ابن مائة وعشرين سنة، وعاش كل من أبيه ثابت وجده المنذر وأبو جده حرام مائة وعشرين سنة. والمعارف لابن قتيبة 312 - أسد الغابة (1/ 482).
(4) انظر: المعارف لابن قتيبة ص 143. الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 214) البداية والنهاية (5/ 240، 241).