كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

رضي الله عنه (1) قريباً من المسجد النبوي الشريف. وذات يوم دخل بها في بيت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها فأصابتها الغيرة فقالت: ((تدخلها ببيتي ما صنعتَ (2) بي هذا من بين نسائكَ إلا من هواني عليكَ)) فأنزل النبي صلى الله عليه وسلم مارية في العالية في المال الذي أطلق عليه فيما بعد مشربة أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك وضرب عليها الحجاب وكان يطؤها بملك اليمين (3).
رابعاً: سبب نزول صدر سورة التحريم.
اختلف المفسرون في تعيين سبب نزول صدر سورة التحريم على أقوال نذكر أهمها فيما يلي:-
القول الأول:
نزل بعد ما حرم صلى الله عليه وسلم العسل على نفسه، وكان يشربه عند أم المؤمنين زينت بنت جحش رضي الله عنها. ويدل على ذلك ما روى البخاري عن عائشة (4) رضي الله عنها ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند
__________
(1) هو حارثة بن النعمان بن نفيع النجاري الخزرجي الأنصاري، شهد بدراً والمشاهد كلها، وكان ديناً خيراً براً بأمه، وهو أول من وهب للنبي صلى الله عليه وسلم خططه ومنازله حول المسجد ليقطع لنفسه وللمهاجرين ما شاء من ذلك وقد كف بصره في آخر حياته وتوفي سنة خمسين في خلافة معاوية رضي الله عنه. أسد الغابة (1/ 425) الإصابة (1/ 298).
(2) هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أرملة خنيس بن حذافة الأنصاري، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة 3 هـ جبراً لخاطرها وخاطر أبيها عمر لمكانته عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكي يساوي بينه وبين أبي بكر الصديق في تشريفهما بمصاهرته صلى الله عليه وسلم، وتوفيت بالمدينة سنة 45 هـ ودفنت بالبقيع المعارف لابن قيبة ص 135 أسد الغابة (6/ 65).
(3) تفسير القرطبي (18/ 179) الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 214).
(4) هي عائشة الصديقة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: كانت أحب نسائه صلى الله عليه وسلم إليه وأكثرهن رواية للحديث عنه وأفقه نساه المسلمين =

الصفحة 211