كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

زينت ابنة جحش (1) ويشرب عندها عسلاً، فتواصيت أنا وحفصة أنَّ أَيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني لأجد منك ريح مغافير، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما فقال له ذلك. فقال: لا بأس شربت عسلاً عند زينب ابنة جحش ولن أعود له. فنزلت {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك .... } إلى قوله {إن تتوبا إلى الله .... } (2).
القول الثاني:
نزل صدر سورة التحريم بعدما حرم صلى الله عليه وسلم على نفسه مارية القبطية رضي الله عنها، وهو قل أكثر المفسرين، ويدل على ذلك ما روى النسائي عن أنس ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها على نفسه، فأنزل الله عز وجل: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ... } (3).
وقال ابن عباس: ((نزلت هذه الآية في سريته (4) وقال أيضاً: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .... } يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حرم
__________
= وأعلمهن بالدين روى عنهما 2210 أحاديث اتفق الشيخيان على 174 منها، توفيت في رمضان سنة 58 هـ ودفنت بالبقيع - المعارف لأبن قتيبة ص 134.
(1) هي زينب بنت جحش بن رئاب الأسدية، كانت كثيرة التصدق في سبيل الله حتى وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بطول اليد كناية عن الصدقة، وقد زوجها الله عز وجل في السماء كما قال {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكما .. } توفيت سنة عشرين في خلافة عمر رضي الله عنه. الطبقات الكبرى لابن سعد (8/ 108).
(2) صحيح البخاري، كتاب الطلاق، باب لم تحرم ما أحل الله لك 68: 5267.
(3) سنن النسائي كتاب عشرة النساء باب الغيرة. قال ابن حجر: هذا أصح طرق هذا السبب فتح الباري (9/ 376) وقال الألباني صحيح الإسناد. صحيح سنن النسائي.
(4) قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير بشر بن آدم الأصغر. وهو ثقة. مجمع الزوائد (7/ 126).

الصفحة 212