خامساً: أموال مخيريق تنتقل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان مخيريق (1) أحد بني ثعلبة بن الفطيون، فلما كان يوم أحد قال: يا معشر يهود، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق، قالوا: إن اليوم يوم السبت: قال: لا سبت لكم، فأخذ سيفه وعدّته، وقال: ((إن أصبتُ فمالي لمحمد يصنع فيه ما يشاء))، ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتل معه حتى قتل. فقال رسول صلى الله عليه وسلم: مخيريق خير يهود (2).
وهكذا صارت بساتينه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالعالية: ثم جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما له أوقافاً، وهو أول حبس حبس في الإسلام وكانت سبع حوائط (3). منها مشربة أم إبراهيم (4) قال ابن هشام: وعامة صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة من أمواله (5).
سادساً: اعتزال النبي صلى الله عليه وسلم نسائه في المشربة.
تفيد الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه رضي الله عنهن شهراً فاعتزل في المشربة كما روى النسائي عن أنس رضي الله عنه قال: آلى النبي صلى الله عليه وسلم من نسآئه شهراً في مشربة له، فمكث تسعاً وعشرين ليلة ثم نزل فقيل يا رسول الله أليس آليت شهراً قال: الشهر تسع وعشرون)) (6).
وروى البخاري هذه القصة مفصلاً عن عمر رضي الله عنه قال:
__________
(1) هو مخيريق النضري الإسرائيلي، ذكره الحافظ ابن حجر في الصحابة. وذكر عن الواقدي أنه أسلم واستشهد بأحد، ويقال إنه من بقايا بني فينقاع. كان عالماً ويعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته ولما استشهد بأحد قال النبي صلى الله عليه وسلم: مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة، انظر الإصابة (3/ 373) ترجمة رقم 7852 الأعلام للزركلي (7/ 194).
(2) الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام (5/ 12).
(3) حوائط جمع حائط بستان من النخل مختار الصحاح ح و ط
(4) الروض الأنف (6/ 47)
(5) السيرة النبوية (2/ 518).
(6) سنن النسائي - كتاب الطلاق - باب الإيلاء.