رسول الله. فقال: أما ترضى أن تكون لهما الدنيا ولنا الآخرة؟ (1)
لقد ورد في رواية البخاري والنسائي أنه صلى الله عليه وسلم اعتزل في مشربة له، والمراد من ذلك مشربة أم إبراهيم كما صرح بذلك القرطبي قائلاً: اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه شهراً وقعد في مشربة مارية أم إبراهيم حتى نزلت آية التحريم (2).
أما الغلام الذي استأذن لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فإنه رباح الأسود كما صرح بذلك ابن كثير قائلاً: كان رباح الأسود يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أخذ الإذن لعمر بن الخطاب حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المشربة يوم آلى من نسائه واعتزلهن في تلك المشربة وحده عليه السلام (3).
وقال ابن الأثير: استأذن رباح لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم لما اعتزل نساءه في مشربة أم إبراهيم مارية القبطية بالعوالي (4).
سابعاً: ولادة إبراهيم رضي الله عنه في المشربة ووفاته.
إن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل مارية رضي الله عنها في مال له بالعالية، وكان يختلف إليها هناك، وضرب عليها الحجاب، وكان يطؤها بملك اليمن فولدت له غلاماً، وقبلتها سلمى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو رافع (5) زوج سلمى فبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوهب له عبداً، وسمى المولود إبراهيم، وعقّ عن بشاة يوم سابعة، وحلق رأسه، وتصدق بزنة شعره فضة.
__________
(1) صحيح البخاري. كتاب التفسير باب تبتغي مرضات أزواجك، 65: 4913.
(2) تفسير القرطبي (18/ 187).
(3) البداية والنهاية (5/ 353) باب ذكر عبيدة وإمائه.
(4) أسد الغابة (2/ 49).
(5) هو أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل اسمه ابراهيم وقيل أسلم وقيل ثابت وقيل هرمز. وتوفي بعد شهادة عثمان رضي الله عنه. تهذيب التهذيب (12/ 92).