كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

في هذه المشربة وهي من صدقاته، ومن يومها أقيم مسجد في هذه الغرفة وظل معروفاً بهذا الاسم - مسجد مشربة أم إبراهيم - حتى اليوم بالعالية (1).
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الناس اتخذوا هذا المكان في القرون الأخيرة مقبرة لدفن موتاهم، فقامت الجهات المسؤولة في حكومة المملكة العربية السعودية بتسوير هذه المنطقة حفاظاً على هذا الأثر والمقبرة.
دار أبي بكر رضي الله عنه بالسنح:
لقد كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه بيت في الجهة الشرقية من المسجد النبوي الشريف وبيت في الجهة الغربية، وبه خوخة تفتح في المسجد (2). وكانت له دار في موضع السنح بالعوالي بالقرب من مشربة أم إبراهيم. فما دمنا تحدثنا عن المشربة يجدر بنا أن نتحدث بإيجاز عن دار أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالقرب منها، ولعله اتخذ هذه الدار لينال شرف جواره صلى الله عليه وسلم وفي هذا الموضع وليرافق حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى المشربة بالعوالي وعودته منها إلى المسجد النبوي الشريف.
قال الفيروز آبادي: المشربة مسجد شمال بني قريظة قريب من الحرة الشرقية في موضع يقال له: الدشت، وبالقرب من دار بني الحارث ابن الخزرج التي كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه نازلاً فيها بزوجته حبيبة ابنة خارجة رضي الله عنها (3).
وقال العباسي: منازل بني الحارث شرقي بطحان وبقربها السنح
__________
(1) دليل الإنجازات السنوي ص 42، أسبوع العناية بالمساجد 1413 هـ ص 135.
(2) انظر للتفصيل " بيوت الصحابة رضي الله عنهم حول المسجد النبوي الشريف ص 96 - 139 ".
(3) المغانم المطابة في معالم طابة. مخطوط. ورقة رقم 227.

الصفحة 220