مساجد مصلى العيد والاستسقاء
ربما يتعجب البعض من وجود هذه المساجد بمقربة من المسجد النبوي الشريف، وبمسافات متقاربة فيما بينها، وربما يقال: متى كان لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أن يتركوا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجد المصلى (مسجد الغمامة) الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم العيد، ويبنوا مساجدهم على مقربة منه؟
والواقع: أن هذه المساجد لم تكن مبنية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد في أماكن متعددة بميدان المناخة، ولذا عرف هذا الميدان بمصلى الأعياد. ومسجد المصلى (الغمامة) بني في موضع صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم العيد في سنواته الأخيرة.
ولما تولى أبو بكر الخلافة صلى العيد في بعض هذه المواضع، فالمسجد المتخذ في هذا الموضع فيما بعد عرف بمسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ثم لما حوصر عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه العيد في بعض هذه المواضع التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمسجد المتخذ في هذا الموضع فيما بعد عرف بمسجد علي رضي الله عنه، أما مسجد عمر رضي الله عنه فقد بني في القرن التاسع الهجري ولعله سمي بذلك نظراً لوجود مسجد أبي بكر ومسجد علي بمقربة منه، وهكذا مسجد عثمان ذي النورين، فإنه استحدث في بداية القرن الخامس عشر الهجري، ولعله سمي بذلك تكملة لأسماء الخلفاء الأربعة في هذه المنطقة، والله أعلم.
وتجدر الإشارة إلى أن ميدان المناخة كان فضاء لم يكن فيه بناء وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تضييقه والبناء فيه، وفيما يلي تفصيل ذلك:
قال السمهودي: لم يكن المصلى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسجداً بل