أمر به ثم ينصرف)) (1).
وعن عبدالله بن أبي الهذيل (2) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر في مسجده ثم ذهب إلى المصلى، فقعد يحدثهم ويذكرهم، فلما بسطت الشمس قال: ((لو صلينا، فصلى ثم خطب)) (3).
وعن عبد الرحمن بن عابس (4) قال سمعت ابن عباس قيل له: ((أشهدت العيد مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم ولولا مكاني من الصغر ما شهدته، حتى أتى العَلَم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب ثم أتى النساء ومعه بلال، فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة فرأيتهن يهوين بأيديهن يقذفنه في ثوب بلال، ثم انطلق هو وبلال إلى بيته)) (5).
قال ابن حجر: إن تعريف مكان المصلى، بكونه عند دار كثير بن الصلت على سبيل التقريب للسامع وإلا فدار كثير بن الصلت محدثة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر من هذا الحديث أنهم جعلوا لمصلاة شيئاً يعرف به، وهو المراد بالعلم وهو بفتحتين: الشيء الشاخص (6).
(2) صلاة الاستسقاء في المصلى:
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الاستسقاء في ميدان المصلى كما
__________
(1) صحيح البخاري كتاب العيدين، باب الخروج إلى المصلى بغير منبر 13: 956.
(2) هو عبدالله بن أبي الهذيل العنزي أبو المغيرة الكوفي روى عن عمر وعلي وعمار وياسر وأبن مسعود، تابعي، ثقة، توفي في ولاية خالد الفسري، تهذيب التهذيب (6/ 62).
(3) تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 142).
(4) هو عبدالرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي الكوفي روى عن عمه مخرمة، وابن عباس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ثقة تابعي - توفي سنة 119 هـ تهذيب التهذيب (6/ 202).
(5) صحيح البخاري - كتاب العيدين - باب العلم الذي بالمصلى (13: 977).
(6) فتح الباري (2/ 465).