ومسجد شمالي مسجد المصلى وسط الحديقة المعروفة بالعريضي المتصلة بقبة عين الأزرق (1)، ويعرف اليوم بمسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولعله صلى فيه في خلافته (2).
وقد ورد ذكر هذا المسجد في كتاب الزين المراغي (المتوفي 816 هـ) (3).
وفي نهاية القرن التاسع الهجري قال السمهودي بعد أن ذكر مواضع صلاته صلى الله عليه وسلم حول مسجد المصلى: ((والظاهر أن من هذه المواضع المسجد المعروف اليوم بمسجد أبي بكر رضي الله عنه)) (4).
وكرر أحمد العباسي المتوفي في القرن الحادي عشر الهجري كلام المطري ولم يضف إليه شيئاً جديداً (5).
وتحدث عنه أبو سالم العياشي في رحلته سنة 1073 هـ / 1662م ضمن مساجد مصلى الأعياد، وأفاد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العيد في أماكن متعددة، والمشهور منها ثلاثة. وهي مساجد مصلى الأعياد، ومنها المسجد المنسوب لأبي بكر رضي الله عنه (6).
وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري ذكره علي بن موسى الأفندي
__________
(1) العين الزرقاء، سميت بذلك لأن مروان الذي أجراها بأمر معاوية كان أزرق العينين فلذلك لقب بالأزرق، وكانت تأتي من بئر نقباء وجعل لها مصرفاً من تحت الأرض يشق وسط المدينة وبني لها مناهل يستقي منها أهل المدينة، وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأمراء جعل منها شعبة صغيرة تدخل إلى صحن المسجد النبوي الشريف وجعل لها منهلاً بدرج عليه عقد لكن لما حصل انتهاك حرمة المسجد من كشف العورات والاستنجاء في المسجد سد ذلك المنهل. وفاء الوفا (3/ 986).
(2) التعريف بما آنست الهجرة ص 52.
(3) تحقيق النصرة ص 141.
(4) وفاء الوفا (3/ 783).
(5) عمدة الأخبار ص 184.
(6) المدينة المنورة في رحلة العياشي ص 145.