من طريقه عن حرام بن سعد بن محيصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد الذي بأصل المنارتين في طريق العقيق الأكبر.
وعن إبراهيم بن محمد أن اسم الجبل الأنعم وهو الجبل الأحمر الذي على يسارك إذا مررت من أوائل الزقيقين قاصداً العقيق، لا نطباق الوصف عليه. وظهر بذلك أن المنارتين بقربه عند الزقيقين فهناك موضع المسجد)) (1).
وقد اكتشفه أحمد العباسي سنة 972 هـ حيث قال ضمن المساجد التي فتح الله بتعيينها: ومنها مسجد المنارتين. وهو دون العقيق السقيا، بين السقيا وبركة وبيك، وشرقي البركة جبل أنعم الأحمر (2)، وهذا المسجد صغير ذرعه سبعة أذرع طولاً وعرضاً عند أصل المنارتين، والآن ما بقي من المنارتين إلا مكانهما وشيء من الأحجار، ومن بناء المسجد قدر ذراع باق من كل الجهات ومحرابه وبابه بيِّن، وأنا أطلعت عليه بحمد الله تعالى، وذلك في سنة 972 هـ اثنين وسبعين وتسعمائة هجرية، وهو بعد السقيا على يسار السالك إلى الزقيقين قرب الجبل الأحمر المسمى بالأنعم (3).
وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري قال علي بن موسى الأفندي: وفي نقيب بن دينار (4) بئر سيدنا عروة ابن سيدنا الزبير ابن العوام رضي الله عنهما على شاطئ مجرى سيل العقيق ... وعلى الزقيقين.
__________
(1) وفاء الوفا (3/ 878 - 879).
(2) قال العباسي: وهو على يمين الآتي من العقيق إذا صار بأعلى الزقيقين من المدرج. عمدة الأخبار ص 199.
(3) المصدر السابق.
(4) نقب بني دينار، يقال له: نقب المدينة، وهو طريق العقيق بالحرة الغربية وبه السقيا: وقال ابن اسحاق في المسير إلى بدر: فسلك طريق مكة على نقب المدينة ثم على العقيق. وفاء الوفا (4/ 1322).