كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

المعروفين الآن بالمدرج (1) مسجد المنارتين ويعرف الآن بقبة الخضر عليه السلام (2).
وقال إبراهيم العياشي (المتوفي 1400 هـ) تحت عنوان مسجد بني اليسار الأعلى: إن المنارتين يقصد بها الجبلين الأصفرين في ناحية الشمال من الحرة عند بئر زمزم ويعرفان اليوم بالعصيفرين بإبدال الهمزة في أول الكلمة عيناً والمسجد موجود العين على شكل البناية العمرية تسعة عشر قدماً في مثلها، وقد سقط أعلاه، فصار ركاماً، لكنه ظاهر البناء والحدود، ويعرف اليوم بمسجد الخضر، ولولا أن التحديد في النصر جاء فيه طريق العقيق لما تمكنت من تعيينه لأن المنارتين أو العصيفرين تبعدان عنه بنحو كيلو متر واحد، وكان من الأولى في التعريف فيه بما هو أقرب كثنية الوداع أو نقب بني دينار، أو حتى جبل أنعم فإنه أقرب إليه من المنارتين وإلى جانبه وليس بعيداً عنه بئر السيدة فاطمة بنت الحسين (3).
وقال أيضاً: وإلى حذو بئر فاطمة مسجد بني دينار الذي يقول له الناس (مسجد) الخضر، وهذه التسمية لا صحة له إطلاقاً (4).
وتحدث الخياري (المتوفي 1380 هـ) عن هذا المسجد وقال: هو على يمين خط الأسفلت (القديم) المؤدي إلى جدة قبل محطة البنزين.
__________
(1) مدَّرج بفتح الراء من درجة إلى كذا إذا رفعه درجة بعد درجة، وهو اسم محدث لثنية الوداع على طريق مكة، وهي التي تنحدر على العقيق. المغانم المطابة ص 372، وفاء الوفا (3/ 1301) وقال العباسي: المدرج اسم حادث لثنية الوداع على درب مكة الشامي لأن ثنية الوداع اثنتان أحدهما على الشامي والثانية على طريق مكة كما ذكره القاضي عياض وغيره. عمدة الأخبار ص 199.
(2) وصف المدينة المنورة ص 17.
(3) المدينة بين الماضي والحاضر ص 196، 197.
(4) المصدر السابق ص 196.

الصفحة 253