وأخذ مربده (1) فأسسه مسجداً وشاركهم في بنائه وكان يصلي فيه. (2)
وعن الشموس بنت النعمان (3) قالت: ((نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم ونزل وأسس هذا المسجد مسجد قباء فرأيته يأخذ الحجر أو الصخرة حتى يهصره (4) الحجر وأنظر إِلى بياض التراب على بطنه أو سرته فيأتي الرجل من أصحابه ويقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعطني أكفك، فيقول: لا. خذ مثله. حتى أسسه ويقول: إن جبريل عليه السلام هو يؤم الكعبة قالت: فكان يقال: إِنه أقوم مسجد قبلة)).
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. (5)
وعن أبي جعفر الخطمي (6) أن عبدالله بن رواحه (7) رضي الله عنه كان يقول وهم يبنون مسجد قباء: ((أفلح من يعالج المساجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المساجدا. فقال عبدالله رضي الله عنه. ويقرء القرآن
__________
(1) المربد على وزن منبر الموضع الذي تحبس فيه الإبل والغنم وغيرها، واشتقاقه من قولهم ربد بالمكان إذا أقام به، والمربد فضاء وراء البيوت يرتفق به. جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 243)
(2) وفا الوفاء (3/ 804).
(3) هي الشموس بنت النعمان بن عامر حضرت مع النبي صلى الله عليه وسلم حين أسس مسجد قباء. وكانت من المبايعات. أسد الغابة (6/ 165).
(4) يهصره أي يميله، هصر الغصن بالغصن. أخذ برأسه فأماله إليه. مختار الصحاح هـ ص ر.
(5) مجمع الزوائد (4/ 11).
(6) هو عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب أبو جعفر الخطمي - بفتح الخاء وسكون الطاء - الأنصاري المدني، نزيل البصرة. قال ابن معين والنسائي ثقة. تهذيب التهذيب (8/ 151).
(7) هو عبدالله بن رواحه بن ثعلبة بن امرئ القيس الأنصاري الخزرجي، أحد النقباء ليلة العقبة، شهد بدراً، أحد الأمراء في غزوة مؤتة وبها استشهد سنة 8 هـ. تهذيب التهذيب (5/ 212).