كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

قائماً وقاعداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاعداً. فقال عبدالله رضي الله عنه: ولا يبيت الليل عنه راقداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: راقداً)). (1)
إعادة بنائه بعد تحويل القبلة: بقي المسلمون يصلون في مسجد قباء إلى أن حولت القبلة فأرادوا إِعادة بناء المسجد فجاء إِليهم النبي صلى الله عليه وسلم وخط القبلة وشاركهم في بنائه كما روي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ((أنه أتى مسجد قباء يوماً فلم يجد فيه أحداً من أهله فقال: والذي تفسي بيده لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر في أصحابه ننقل حجارته على بطوننا يؤسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وجبريل يؤم به البيت)). (2) وكما روي:
عن أبي سعيد الخدري (3) رضي الله عنه قال: ((لما صرفت القبلة إلى الكعبة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء فقدم جدار المسجد إلى موضعه اليوم وأسسه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جبريل يؤم بي البيت. ونقل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الحجارة لبنائه)). (4)
فضل مسجد قباء: إن الله عز وجل ذكره في كتابه العزيز
{ ... لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ... } وقد ورد فضله في الحديث النبوي الشريف. روى البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً " وكان عبدالله رضي الله عنه يفعله. (5)
__________
(1) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 52)
(2) وفا الوفا (3/ 804).
(3) هو سعد بن مالك بن سنان بن عبيد الأنصاري أبو سعيد الخدري له ولأبيه صحبه، واستصغر يوم أحد وشهد ما بعدها، وروى الكثير. توفي بالمدينة سنة ثلاث وستين وقيل بعدها. تقريب التهذيب رقم الترجمة 2253
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 244)
(5) صحيح البخاري كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة - باب من أتى مسجد قباء (20: 1193)

الصفحة 27