وقد ذكره علي بن موسى الأفندي (6) في رحلته سنة 1303هـ/ 1885م بإِيجاز. (7)
وفي منتصف القرن الرابع عشر الهجري قال الأنصاري (1): يقع هذا المسجد في ضاحية المدينة الشرقية شمال البقيع وهو اليوم خرب، والمسجد بني بالحجارة والجير (2) على طراز بنايات الدولة العثمانية، وفيه محراب وكان ذا قبة، وقد ذكر السمهودي أنه يقع على يسار السالك إِلى العريض وسط تلول هي آثار قرية بني معاوية، وهذان الوصفان منطبقان تماماً على المسجد القائم بوسط العرصة المذكورة، وفي الناحية الشرقية الطريق السالكة إِلى العريض. (3)
ويروي لنا إِبراهيم العياشي (المتوفى 1400 هـ) (4) وضع المسجد قديماً وحديثاً، ويقول: إِن مسجد الإِجابة كان في وسط التلول التي أشار إِليها السيد (السمهودي) وقد أدركته متهدماً، ولم يبق منه سوى مقدار القامة وهو من قسمين، جنوبي وفيه محراب، وشمالي وكان عليه القبة
__________
(1) هو علي بن موسى الأفندي كان رئيس القلم العربي في ديوان محافظ المدينة، وكان إِماماً مالكياً في المسجد النبوي الشريف، كان ذا ثروة ورخاء وذا اهتمام بتواريخ المدينة المنورة ألف كتابه: وصف المدينة المنورة تحقيقاً لرغبة رامز باشا - توفي بعد سنة 1320هـ مقدمة رسائل في تاريخ المدينة ص 9 - 14 - الأعلام للزركلي (5/ 27).
(2) وصف المدينة المنورة ص 10.
(3) هو عبد القدوس الأنصاري أديب معروف وكاتب فذ له مؤلفات أدبية هادفة، أصدر مجلة المنهل الأدبية، وأخر وظيفة شغلها هي وظيفة مدير الشئون المالية العامة بديوان رئاسة مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية. آثار المدينة المنورة ص21. توفي سنة 1403هـ/1983م.
(4) الجير مادة بيضاء تحضر بتسخين الحجر الجيري في قمائن خاصة ويستعمل ملاطا بعد إِطفائه بالماء. المعجم الوسيط ج ي ر.
(5) آثار المدينة المنورة 137، 138.
(6) هو إِبراهيم بن علي العياشي المدني ألف كتاباً قيماً بعنوان: المدينة بين الماضي والحاضر. وتوفي سنة 1400هـ ودفن بالبقيع.