كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

(4) مسجد بني أنيف
أسماؤه:
(أ) يقال له: مسجد بني أنيف لوقوعه في قرية بني أنيف، بضم الهمزة تصغير أنف، وهم حي من بلي يقال: إِنهم بقية من العماليق وكانوا حلفاء لبني عمرو بن عوف من الأوس، ودارهم بين بني عمرو بن عوف بقباء وبين العصبة. (1)
(ب) وأطلق عليه بعض المتأخرين مسجد مصبح لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه الصبح عندما جاء مهاجراً إلى المدينة (2).
موقعه: يقع هذا المسجد في جنوب غرب مسجد قبا بجوار
مستودعات غسان، وعلى يمين القادم إِلى المدينة المنورة عن طريق الهجرة.
وقد قمت بزيارة المسجد في 10/ربيع الثاني 1418هـ فوجدت أثر المسجد واضحاً على مرتفع من الأرض وبقي من جدرانه نحو من مترين وهو مبني من الحجر البازلتي، وأثر المحراب واضح فيه، ومدخله في الجهة الشمالية.
صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في موضع المسجد:
ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي طلحة البراء (3) يعوده، ولما توفي جاء للتعزية، وفي أثناء ذلك صلى
__________
(1) المغانم المطابة في معالم طابة. مخطوط. ورقة رقم 230. وفاء الوفا (3/ 785) عمدة الأخبار ص 203.
(2) وصف المدينة المنورة ص 10، المدينة بين الماضي والحاضر ص 263.
(3) هو طلحة بن البراء بن عمير بن أنيف البلوي حليف بني عمرو بنِ عوف الأنصاري صحابي، توفي ليلاً فقال: ادفنوني وألحقوني بربي ولا تدعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإِني أخاف عليه اليهود وأن يصاب في سببي، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره وصف الناس معه ثم رفع يديه وقال: اللهم ألق طلحة، وأنت تضجك إِليه وهو يضحك إِليك. الإِصابة (2/ 218) رقم الترجمة 4258.

الصفحة 41