كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

النبي صلى الله عليه وسلم في موضع هذا المسجد، فقد روى أبو داود عن الحصين أن طلحة البراء مرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: " إِني لا أرى طلحة إِلا قد حدث فيه الموت فآذنوني وعجلوا، فإِنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله" (1).
وعن عاصم بن سويد عن أبيه قال: سمعت مشيخة بني أنيف يقولون: " صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يعود طلحة البراء قريباً من أطمهم"، قال عاصم: قال أبي: فأدركتهم يرشون ذلك المكان ويتعاهدونه ثم بنوه بعد فهو مسجد بني أنيف بقباء. (2)
مسجد بني أنيف عبر التاريخ:
تفيد النقول عن وجود هذا المسجد في القرون المتقدمة. (3)
وتحدث عنه المطري (المتوفي 741هـ) (4) والفيروز آبادي (المتوفى 817هـ) (5) وأبو البقاء المكي (6) والسمهودي (المتوفي 911هـ) (7) والعباسي (المتوفى في القرن الحادي عشر الهجري). (8)
وفي بداية القرن الرابع عشر الهجري قالي علي بن موسى: وعلى الحرة عند الحديقة المعروفة بالقويم مسجد صغير غير مسقف يعرف بمسجد مصبح وهو على قارعة طريقه صلى الله عليه وسلم لما جاء مهاجرا ومعه سيدنا الصديق إِلى المدينة. (9)
__________
(1) سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب التعجيل بالجنازة.
(2) وفاء الوفا (3/ 875) عمدة الأخبار ص 203.
(3) انظر: وفاء الوفا (3/ 875) عمدة الأخبار ص 203.
(4) التعريف بما آنست الهجرة. ص 77.
(5) المغانم المطابة، مخطوط ورقة 230.
(6) هو محمد بن أحمد بن محمد أبو البقاء المكي، ولد في 89ه، بمكة ونشأ بها، كان علامة في الفقه والعربية، قاضي مكرة ومفتيها، توفي سنة 854هـ. الضوء اللامع (4/ 85). وانظر: البحر العميق في المناسك. مخطوط 164.
(7) وفاء الوفا (3/ 854).
(8) عمدة الأخبار ص 203.
(9) وصف المدينة المنورة ص 10.

الصفحة 42