أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من العيينة التي عند الكهف، قال: وسمعت مشايخنا يقولون: دخل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الكهف. (2)
وعن طلحة بن خراش قال: كان الصحابة أيام الخندق يخرجون برسول الله صلى الله عليه وسلم ويخافون البيات فيدخلونه كهف بني حرام فيبيت فيه حتى إِذا أصبح هبط، قال: وبقر رسول الله صلى الله عليه وسلم العيينة التي عند الكهف فلم تزل تجري حتى اليوم. (3)
وهناك رواية أخرى تدل على دخوله صلى الله عليه وسلم في هذا الكهف ونزول الوحي عليه ولعل ذلك في غير أيام الخندق.
فعن أبي قتادة قال: خرج معاذ بن جبل يطلب النبي صلى الله عليه وسلم فلم يجده فطلبه في بيوته فلم يجده، فأتبعه في سكة سكة حتى دل عليه في جبل ثواب فخرج حتى رقى جبل ثواب فنظر يميناً وشمالاً فبصر به في الكهف الذي اتخذ الناس إِليه طريقاً إِلى مسجد الفتح. قال معاذ: فإِذا هو ساجد، فلم يرفع رأسه حتى أسأت به الظن، فظننت أنه قد قبضت روحه، فقال: " جاءني جبريل عليه السلام بهذا الموضع فقال: إِن الله تبارك وتعالى يقرئك السلام، ويقول لك: ما تحب أن أصنع بأمتك؟ قلت: الله أعلم. فذهب ثم جاء إِلي فقال: إِنه يقول لك: لا أسوءك في أمتك، فسجدت، فأفضل ما تقرب به إِلى الله عز وجل السجود ". (1)
***
__________
(1) تاريخ المدينة المنورة لابن شبة (1/ 160)
(2) التعريف بما آنست الهجرة ص 57.
(3) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه إِسحق بن إِبراهيم مولى بني مزينة، وضعفه أبو زرعة وغيره، مجمع الزوائد (2/ 288).