كتاب المساجد الأثرية في المدينة النبوية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الرسل وخاتم النبيين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن المساجد بيوت الله في الأرض وأضافها إلى ذاته العلية تكريماً وتشريفاً، قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} (1)، ولما كانت المساجد بهذه المثابة ولها المكانة العالية والمنزلة الرفيعة خص الله عبادة المؤمنين بعمارتها، قال تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من ءامن بالله واليوم الآخر ... } (2) لذا فقد عرف التاريخ الإسلامي اهتمام المسلمين بعمارة المساجد لا سيما المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فرأيت أن أتناول بعض هذه المساجد بالبحث والدراسة بعنوان: المساجد الأثرية في المدينة المنورة لأتحدث عن أسمائها وسبب تسميتها ومواقعها وما يتعلق بها من الوقائع التاريخية، والمراحل المهمة التي مرت بها عبر القرون، مع الإشارة إلى ما يتعلق بها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وآثار الصحابة رضي الله عنهم، وأضفت إلى الكتاب صوراً وخرائط تنشر لأول مرة، وذكرت في الحاشية شرح الكلمات الغريبة وتراجم بعض الأعلام الواردة في الكتاب، وقد استفدت في تأليف هذا الكتاب من أمهات كتب التفسير والحديث والتاريخ وغيرها من مراجع قديمة وحديثة مطبوعة ومخطوطة تناولت
__________
(1) سورة الجن. آية 18
(2) سورة التوبة. آية 18

الصفحة 9