كتاب الأساس في السنة وفقهها - العقائد الإسلامية (اسم الجزء: 3)

(ممصرتين) ثوب ممصر: إذا كان فيه صفرة خفيفة يسيرة.
(ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام):
قال الشيخ عبد الفتاح "يعلق على قوله: (فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام) بما يلي:
هذا النص في الحديث، يفيد شمول طهارة الأرض من الشرك والكفر، وانبساط الإسلام عليها، وهو يخالف ما ذهب إليه المؤلف الكشميري في كتابه "فيض الباري" 3: 195، وأنقله لينظر فيه.
قال رحمه الله تعالى: "ما اشتهر على الألسنة أن دين الإسلام يبسط في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام على البسيطة كلها، ليس في الأحاديث، والذي فيها أنه لا يقبل اليهودية والنصرانية بعد نزوله، فينقذ نفسه من أسلم، ويقتل من أبى. وهذا أيضا حيث يغزو نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام.
وملخص الأحاديث: أن اليوم تجري الأديان الثلاثة، فإذا نزل عيسى عليه الصلاة والسلام لا يقبل إلا الإسلام، وحينئذ يكون الدين كله لله.
فهذا بيان للمسألة، لا إخبار بما يكون في الخارج، فيجوز أن يبقى الكفر والكفار أيضًا، لكن إن يبلغ إليهم عيسى عليه الصلاة والسلام، لا يقبل منهم إلا دين الإسلام، لا الجزية، كما هو اليوم.
ويستفاد من الأحاديث أن الغلبة المعهودة، إنما تكون في الشام ونواحيه، حيث ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام، وفساد يأجوج ومأجوج في هذه الأطراف، والجزيرة طبرية: أيضا نحو الشام.
وبالجملة: لم نجد في حديث أن عيسى عليه الصلاة والسلام أيضًا يدور في الأرض كدور الدجال، فلا تكون غلبة موعودة إلا في موضع نزوله، أما سائر البلاد فمسكوت عنها، والله تعالى أعلم بما يكون فيها. انتهى.

الصفحة 1096