كتاب الأساس في السنة وفقهها - العقائد الإسلامية (اسم الجزء: 3)
أدري: أنسي أبي هريرة، أو نسخ أحد القولين الآخر؟
وفي رواية أخرى (1) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا طيرة، وخيرها الفأل". قيل: يا رسول الله، وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم".
وعند البخاري (2): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر".
وله في أخرى (3) زيادة: "وفر من المجذوم كما تفر من الأسد".
وفي رواية لمسلم (4): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى، ولا هامة، ولا نوء، ولا صفر".
وفي أخرى (5): "لا عدوى، ولا هامة، ولا طيرة، وأحب الفأل الصالح".
قال أبو داود: قال بقية: سألت محمد بن راشد عن قوله: "ولا هامة"؟ فقال: كان أهل الجاهلية يقولون: ليس أحد يموت فيدفن إلا خرج من قبره هامة. وعن قوله: "ولا صفر"؟ قال: كانوا يستشئمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صفر". قال: وسمعت من يقول: هو وجع يأخذ في البطن، يزعمون أنه يعدي. قال أبو داود: وقال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفر عامًا، ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صفر".
(ولا هامة) الهام جمع هامة، وهو طائر كانت العرب تزعم أن عظام الميت تصير هامة فتطير، وكانوا يقولون: إن القتيل تخرج من هامته - أي: رأسه- هامة، فلا تزال تقول: اسقوني، حتى يقتل قاتله.
__________
(1) البخاري (10/ 212) 76 - كتاب الطب، 43 - باب الطيرة.
ومسلم (4/ 1745) 39 - كتاب السلام، 34 - باب الطيرة والفأل.
(2) البخاري (10/ 215) 76 - كتاب الطب، 43 - باب لا هامة.
(3) البخاري (10/ 158) 76 - كتاب الطب، 43 - باب الجذام.
(4) مسلم (4/ 1744) 39 - كتاب السلام، 33 - باب لا عدوى ولا طيرة.
(5) مسلم (4/ 1746) 39 - كتاب السلام، 34 - باب الطيرة والفأل.