كتاب الأساس في السنة وفقهها - العقائد الإسلامية (اسم الجزء: 3)

وفي رواية (1) عن أبي هريرة قال: "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة بمائة امرأةٍ، تلد كل امرأةٍ منهن غلامًا يقاتل في سبيل الله، فقال له الملك: قل: إن شاء الله، فلم يقل، ونسي، فطاف بهن، ولم تلد منهن إلا امرأة نصف إنسان"، قال النبي صلى الله عليه وسلم "لو قال: إن شاء الله لم يحنث، وكان أرجى لحاجته".
وفي رواية نحوه (2)، وقال: "تسعين امرأة" قال: "ولو قال: إن شاء الله، لم يحنث، وكان دركا له في حاجته" قال: "وقال مرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو استثنى" وفي رواية (3): "سبعين امرأةٌ".
وفي أخرى (4) قال: "كان لسليمان ستون امرأة، فقال: لأطوفن عليهن الليلة" وذكر نحوه، وفي آخره: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولو كان استثنى لولدت كل واحدة منهن غلامًا فارسًا يقاتل في سبيل الله".
وللبخاري (5): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قال سليمان ابن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأةٍ، وتسعةٍ وتسعين .... " وذكر نحوه، وفيه: "والذي نفس محمدٍ بيده، لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا في سبيل الله فرسانًا أجمعون".
وله في أخرى (6) نحوه، وقال: "على سبعين امرأة"، وفيه: "ولم تحمل شيئًا".
أقول: لا تنافي بين الروايات في ذكر أعداد مختلفة، فبعضها عبر عن الكثرة، وبعضها ذكر أزواجه فيما يبدو دون سراريه، وبعضها ذكر طوافًا على أزواج وسرارٍ.
__________
(1) البخاري (9/ 239) 67 - كتاب النكاح، 119 - باب قول الرجل لأطوفن الليلة على نسائي.
(2) البخاري (11/ 600) 84 - كتاب كفارات الأيمان، 9 - باب الاستثناء في اليمين.
(دركا): الدرك: اللحوق بالشيء.
(3) البخاري (6/ 458) 6 - كتاب أحاديث الأنبياء، 40 - باب قول الله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان ...).
(4) مسلم (3/ 1275) 27 - كتاب الأيمان، 5 - باب الاستثناء.
(5) البخاري (6/ 34) 56 - كتاب الجهاد، 23 - باب من طلب الولد للجهاد.
(6) البخاري (6/ 458) 60 - كتاب أحاديث الأنبياء، 40 - باب قول الله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب).

الصفحة 1598