كتاب الإمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية

وقد توصّلت في هذا الموضوع إلى أن "سنن الدَّارَقُطْنِيّ" لا يجوز اعتماده مصدراً من مصادر الحديث المحتجّ بها بمجرّد ذكره فيها؛ لأنه ذكر أحاديث مردودة كثيرة فيه وسكت عنها.
وهذه النتيجة -في رأيي- لها أهمية كبيرة جداً ينبغي مراعاتها من قبل الباحثين والمختصين في الحديث والمختصين في الفقه الذين دائماً يروون الحديث محتجين به ولا يعزونه إلا إلى سنن الدَّارَقُطْنِيّ، ظانين أنه يجوز الاعتماد عليه بمجرد وجوده فيه دون البحث والتمحيص في سنده ومتنه.
وقد جعلت البحث في أربعة أبواب وخاتمة، وهي على الوجه الآتي:
الباب الأول: الدَّارَقُطْنِيّ: حياته، وصفاته، ومكانته العلمية، لاسيما في الحديث وعلومه: وفيه فصلان:
الفصل الأول: حياته، وصفاته، ومكانته العلمية:
وبحثت فيه في اسمه ونسبه، ومولده ونسبته، وعائلته، ومذهبه في الأصول، وورعه وصراحته في الحق،، وحليته وتواضعه، وعصره، وطلبه للعلم، ورحلاته، وحفظه وإمامته، وشيوخه، وتلاميذه، ووفاته، وأقوال الأئمة فيه.
وقد فصّلت في تلك المباحث حسب الحاجة وحسب ما يقتضيه المقام، فأطلت في بعض المباحث أكثر من البعض الآخر.
وقد بيّنت في هذا الفصل أن الدَّارَقُطْنِيّ -رحمه الله- قد عاش في عصر كان فيه سوءٌ من الناحية السياسية -حيث انعدام الأمن في كثير من الأحيان، ووجود الخلافات السياسية، وظهور الفتن والاضطرابات، وجور بعض الخلفاء والسلاطين، وضعف شوكة المسلمين.

الصفحة 11