كتاب الإمام أبو الحسن الدارقطني وآثاره العلمية

وسوءٌ من الناحية الاجتماعية، المترتبة على تلك الأوضاع، والمجاعة، ... إلخ، وعدم الاستقرار في حياة الناس.
وأن عصره من الناحية العلمية كان زاهراً، فقد نشط الطلاب في طلب العلم، وأكثر العلماء من المؤلفات، وعنوا بتوجيه الطلاب وتدريسهم، وازداد عدد العلماء في ذلك العصر.
وقد خَرَجتُ بنتيجة مما سبق هي: أن ظروف تلك الحِقْبة من التاريخ لم تؤثر في الدَّارَقُطْنِيّ تأثيراً سلبيّاً في طلبه للعلم، وهذا شأن غالب طلاب العلم في عصره.
وفي مبحث "طلبه للعلم" أو ضحت كيف ومتى بدأ الدَّارَقُطْنِيّ في طلب العلم، وأنه بدأ في كتابة الحديث وهو صغير جداً لا يتجاوز السنة الثامنة من عمره، وأنه كان نبيهاً فَطِناً، فملأ العيون والأسماع وهو لا يزال في فترة الطلب، وأنه كان أشياخه يقدرونه ويقدمونه على التلاميذ.
وفي مبحث "رحلاته" أثبتّ أنه كان في نشأته ببغداد، يَقْدَم إليه طلاب العلم والعلماء من كل مكان، فأفاد من ذلك، ثم ارتحل إلى أقطار شتى طالباً ومعلّماً، حتى إذا قضى وطره من البلدان التي توجّه إليها رجع إلى بغداد، فأقام بها وتفرّغ للتدريس حتى مات -رحمه الله-.
وفي مبحث "حفظه وإمامته"، ذكرت أنه كان من أحفظ أهل الدنيا، وأنه لمع في علوم كثيرة سوى الحديث وعلومه، وقد نقلت بعض أقوال العلماء في ذلك.
وفي مبحث "شيوخه"، بيّنت أن شيوخه الذين أخذ عنهم الحديث وغير الحديث كثيرون جداً، وكثير منهم من الأئمة الحفاظ، وقد تتبعت كتابه "السنن" وحصرت شيوخه في السنن، وفهرست أسماءهم على حروف.

الصفحة 12