كتاب وجاء النبي المنتظر

الأميون، فبعث فيهم رسولا منهم، أميا مثلهم، فهداهم من الضلال وجمعهم من الشتات، وألف بين قلوبهم على الحق والخير. قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} الجمعة: 2.
كما فضل أمته على سائر الأمم. قال سبحانه: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} سورة اهـ عمران: 110.
هذا. ويؤيد ذلك ما جاء في المزامير: الحجر الذي رفضه البناؤون صار حجر الزاوية. لذلك أقول لكم: إن ملك الله ينزع منكم، ويعطى لأمة تحمل ثماره.
وقد نزع منهم، وحملت ثماره أمة محمد صلى الله عليه وسلم, فأخرجت الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام وسماحته.
عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه. فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه

الصفحة 47