كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 124 """"""
أَطْوَلُ مِنْ مُصِيبَتي فِيهَا ، وَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِهَا لَمْ آمَنِ المَقْتَ ، وَإِضَاعَةَ الوَقْتِ ، قُلْنَا : هَاتِ : قَالَ : دَعَاني بَعْضُ التُّجَّارِ إِلَى مَضِيرَةٍ وَأَنَا بِبَغْدَادَ ، وَلَزِمَنِي مُلاَزَمَةَ الغَريمِ ، وَالكَلْبِ لأَصْحَابِ الرَّقِيمِ ، إِلَى أَنْ أَجَبْتُهُ إِلَيْهَا ، وَقُمْنَا فَجَعَلَ طُولَ الطَّرِيقِِيُثَنِي عَلَي زَوْجَتِهِ ، وَيُفَدِّيهَا بِمُهْجَتِهَ ، وَيَصِفُ حِذْقَهَا فِي صَنْعَتِهَا ، وَتَأَنُّقَهَا فِي طَبْخِهَا وَيَقُولُ : يَا مَولاْيَ لَوْ رَأَيْتَهَا ، وَالخَرْقَةُ فِي وَسَطِهَا ، وَهْيَ تَدُورُ فِي الدُّورِ ، مِنَ التَّنُّورِ إِلَى القُدُورِ وَمِنَ القُدُورِ إِلَى التَّنُّورِ تَنْفُثُ بفِيهَا النَّارَ ، وَتَدُقُّ بِيَدَيْهَا الأَبْزَارَ ، وَلَوْ رَأَيْتَ الدُّخَانَ وَقَدْ غَبَّرَ فِي ذَلِكَ الوَجْهِ الجَمِيلِ ، وَأَثَّرَ فِي

الصفحة 124