كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 126 """"""
قُلْتُ : الكَثِيرُ ، فَقَالَ : يَا سُبْحَانَ اللهِ مَا أَكْبَرَ هَذا الغَلَطَ تَقُولُ الكَثِيرَ فَقَطْ ? وَتَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ ، وَقَالَ : سُبْحَانَ مَنْ يَعْلَمُ الأَشْيَاءَ ، وَانْتَهَيْنَا إِلَى بَابِ دَارِهِ ، فَقَالَ : هَذِهِ دَارِي ، كَمْ تُقَدِّرُ يَا مَوْلايَ أَنْفَقْتُ على هذِهِ الطَّاقَةِ ? أَنْفَقْتُ واللهِ عَلَيْهَا فَوْقَ الطَّاقَةِ ، وَوَرَاءَ الفَاقَةِ ، كَيْفَ ترى صَنْعَتَهَا وَشَكْلَهَا ? أَرَأَيْتَ باللهِ مِثْلَهَا ? انْظُرْ إِلَى دَقَائِقِ الصَّنْعَةِ فِيهَا ، وَتَأَمَّلْ حُسْنَ تَعْرِيجَهَا ، فَكَأَنَّمَا خُطَّ بِالبِرْكارِ وَانْظُرْ إِلى حِذْقِ النَّجَّارِ فِي صَنْعَةِ هذَا البَابِ ، اتَخَذَهُ مِنْ كَمْ ? قُلْ : وَمِنْ أَيْنَ أَعْلَمُ ، هُوَ سَاجٌ مِنْ قِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ لاَ مَأْرُوضٌ وَلا عَفِنٌ ، إِذَا حُرَِكَ أَنَّ ، وَإِذَا نُقِرَ طَنَّ ، مَنِ اتَّخَذَهُ يا سَيِّدِي ? اتَّخَذَهُ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ مَحَمَّدٍ البَصْريُّ ، وَهْوَ واللهِ رَجُلٌ نَظِيفُ الأَثْوَابِ ، بَصِيرٌ بِصَنْعِة الأَبْوَابِ خَفِيفُ اليَدِ فِي العَمَلِ ، للهِ دَرُّ ذَلِكَ الرَّجُلِ

الصفحة 126