كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 129 """"""
فَأَنْظَرْتُهُ ، وَالْتَمَسَ غَيْرَهَا مِنَ الثِيَّابِ فَأَحْضَرْتُهُ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَجْعَلَ دَارَهُ رَهِينَةً لَدَيَّ ، وَوَثِيقَةً فِي يَدَيَّ ، فَفَعَلَ ، ثُمَّ دَرَّجْتُهُ بِالمُعَامَلاتِ إِلَى بَيْعِهَا حَتَّى حَصَلَتْ لِي بِجَدٍّ صَاعِدٍ ، وَبَخْتٍ مُسَاعِدٍ ، وَقُوَّة ِسَاعِدٍ ، وَرُبَّ سَاعٍ لِقَاعِدٍ ، وَأَنَا بِحَمْدِ اللهِ مَجْدُودٌ ، وَفي مِثْلِ هَذهِ الأَحْوَالِ مَحْمُودٌ ، وَحَسْبُكَ يَا مَوْلاَي أَنِّي كُنْتُ مُنْذُ لَيَالٍ ناَئِماً في البَيْتِ مَعَ مَنْ فَيِهِ إِذْ قُرِعَ عَلَيْنَا البَابُ
فَقُلْتُ : مَنِ الطَّارِقُ المُنْتَابُ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مَعَهَا عِقْدُ لآلٍ ، فِي جِلْدَةِ مَاءٍ وَرِقَّةِ آلٍ ، تَعْرِضُهُ لِلْبَيْعِ ، فَأَخَذْتُهُ مِنْهَا إِخْذَةَ خَلْسٍ ، وَاْشَتَريْتُهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ، وَسَيَكُونُ لَهُ نَفْعٌ ظَاهِرٌ ، وَرِبْحٌ وَافِرٌ ، بِعَوْنِ اللهِ تَعَالَى وَدَوْلَتِكَ ، وَإِنَّمَا حَدَّثْتُكَ بِهَذَا الحَدِيثِ لِتَعْلَمَ سَعَادَةَ جَدِّيَ فِي التِّجَارَةِ ، وَالسَّعَادَةُ

الصفحة 129