كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 132 """"""
الإِبْرِيقُ ، فَقَدَّمَهُ وَأَخَذُه التَّاجِرُ فَقَلَّبَهُ ثُمَّ قَالَ وَأُنْبُوبُهُ مِنْهُ لاَ يَصْلُحُ هَذا الإِبْرِيقُ إِلاَّ لِهَذا الطَّسْتَ ، وَلاَ يَصْلِحُ هَذا الطَّسْتَ إِلاَّ مَعَ هَذَا الدَّسْتِ ، وَلاَ يَحْسُنُ هَذا الدَّسْتُ إِلاَّ فِي هَذا البَيْتِ ، وَلاَ يَجْمُلُ هذَا البَيْتُ إِلاَ مَعَ هَذا الضَّيْفِ ، أَرْسِلِ المَاءَ يَا غُلاَمُ ، فَقَدْ حَانَ وَقْتُ الطَّعَامِ ، باللهِ تَرى هَذَا المَاءَ مَا أَصْفَاهُ ، أَزرَقُ كَعَيْنِ السِّنَّوْرِ ، وَصَافٍ كَقَضِيبِ البِلَّوْرِ ، اسْتُقِىَ مِنَ الفُرَاتِ ، وَاسْتُعْمِلَ بَعْدَ البَيَاتِ ، فَجَاءَ كَلِسَانِ الشَّمْعَةِ ، فِي صَفَاءِ الدَّمْعَةِ ، وَلَيْسَ الشَّانُ فِي السَّقَّاءِ ، الشَّانُ فِي الإِنَاءِ ، لاَ يَدُلُّكَ عَلَى نَظَافَةِ أَسْبَابِهِ ، أَصْدَقُ مِنْ نَظَافَةِ شَرَابِهِ ، وَهذَا المِنْدِيلُ سَلْنِي عَنْ قِصَّتِهِ ، فَهُوَ نَسْجُ جُرْجَانَ ، وَعَملُ أَرَّجَانَ ، وَقَعَ إِلَيَّ فَاشْتَرَيْتُهُ ،

الصفحة 132