كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 134 """"""
مَتَاعَهَا ، وَأَظْرَفَ صُنَّاعَهَا ، تَأَمَّلْ بِاللهِ هَذَا الخِوَانُ ، وَانْظُرْ إِلَى عَرْضِ مَتْنِهِ ، وَخِفَّةِ وَزْنِهِ ، وَصَلاَبَةَ عُودِهِ ، وَحُسْنِ شَكْلِهِ ، فَقُلْتُ : هَذا الشَّكْلُ ، فَمَتى الأَكْلُ ? فقَالَ : الآنَ ، عَجِّلْ يَاغُلاَمُ الطَّعَامَ ، لكِنَّ الخِوَانَ قَوَائِمُهُ مِنْهُ ، قَالَ أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ فَجَاشَتْ نَفْسِي وَقُلْتُ قَدْ بَقِيَ الخَبْزُ وآَلاتُهُ وَالخُبْزُ وَصِفاتُهُ وَالحِنْطَةُ مِنْ أَيْنَ اشْتُرِيَتْ أَصْلاً ، وَكَيْفَ اكْتَرى لَهَا حَمْلاً ، وَفِي أَيِّ رَحىً طَحَنَ ، وَإِجَّانَةٍ عَجَنَ ، وَأَيَّ تَنُّورٍ سَجَرَ ، وَخَبَّازٍ اسْتَأْجَرَ ، وَبَقِيَ الحَطَبُ مِنْ أَيْنَ احْتُطِبَ ، وَمَتَى جُلِبَ ? وَكَيْفَ صُفِّفَ حَتَّى جُفِّفَ ? وَحُبِسَ ، حَتَّى يَبِسَ ، وَبَقِيَ الخَبَّازُ وَوَصْفُهُ ، وَالتِّلْمِيذُ وَنَعْتُهُ ، وَالدَّقِيقُ وَمَدْحُهُ ، وَالْخَمِيرُ وَشَرْحُهُ ، وَالمِلْحُ ومَلاَحَتُهُ وَبَقِيَتِ السُّكُرَّجاتُ مَنِ اتَّخَذَها ، وَكَيْفَ انْتَقَذَهَا ، وَمَنِ اسْتَعْمَلَهاَ ، ? وَمَنْ عَمِلَها ?

الصفحة 134