كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني - العلمية

"""""" صفحة رقم 196 """"""
لُحْمَةٌ ، فَقُلْتُ : أَبَلَدِيٌّ أَنْتَ أَمْ عَشِيريٌّ فَقَالَ مَا يَجْمَعُنا إِلاَّ بَلَدُ الغُرْبَةِ وَلا يَنْظِمُنا إِلا رَحِمُ القُرْبَةِ فَقُلْتُ : أَيُّ الطَّريقِ شَدَّنَا في قَرَنٍ ? قَالَ : طَريقُ اليَمَنِ .
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ : فَقُلْتُ : أَنْتَ أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ ? فَقَالَ : أَنا ذَاكَ ، فَقُلْتُ : شَدَّ مَا هُزِلْتَ بَعْدِي وَحُلْتَ عَنْ عَهْدي فانْفُضْ إِلىَّ جُمْلَةَ حالِكَ ، وَسَبَبَ اخْتِلاَلِكَ ، فَقالَ : نَكَحْتُ خَضْرَاءَ دِمْنَةٍ ، وَشَقِيتُ مِنهَا بِابْنَةٍ ، فَأَنَا مِنهَا في مِحْنَةٍ ، قَدْ أَكَلَتْ حَرِيبَتي ، وَأَرَاقَتْ مَاءَ شَيْبَتي ، فَقُلْتُ : هَلاَّ سَرَّحْتَ وَاسْتَرَحْتَ .
ثُمَّ ذَكَر كَلاَماً يَنْدَى لَهُ وَجْهُ الأَدب فَتعفَّفْنَا عَنْ ذِكْرِهِ وَالخَوْضَ فِيهِ .

الصفحة 196